• السبت : 25 - يناير - 2025
  • الساعة الآن : 08:15 مساءً

يعد أحد المعالم السياحية المهمة في السلطنة،  ويقع بين الهضاب الجبلية في أجواف جبال ولاية الحمراء في محافظة الداخلية ويعتبر ثاني أكبر كهف في سلطنة عمان بعد كهف مجلس الجن في ولاية قريات وسمي الكهف بالهوتة نسبة إلى القرية الموجودة بالقرب منه، ويبعد عن مركز الولاية بحوالي 10 كيلو مترات.

ويمكن وصف الكهف على أنه وادٍ متطور أو منظر جانبي لنهرٍ جافٍ وتنحدر منحدراتها باتجاه مجرى النهر لمخرج الوادي قرب كهف الفلاح، وتنحدر بتدرج لمسافة قبل أن تسقط بانغماس في منحدر آخر لتشابه السلم الهندسي الذي يتوسط البحيرات، وللكهف العديد من الفروع والغرف الصغيرة المزينة بأعمدة كربونات الكالسيوم الصاعدة والنازلة للصخور المتدلية والأحواض، والأعمدة الهابطة متوازية في الروابط التي تكون واضحة في السقف.

ودرجة حرارة الكهف مناسبة والكهف مهوى، لأن الهواء يتغير كلما تغير الضغط الجوي ويصل الهواء الخارجي للداخل من كهف الهوتة إلى كهف الفلاح ،مروراً بالبحيرات والتي تتغير إلى هواء جيد ومنعش.

وتعتبر الصواعد والهوابط الخصائص الطاغية على نظام هذا الكهف و الأكثر جذباً للأنظار هي الأعمدة الصاعدة، كما تدل ألوان الصخور المتدلية المختلفة على أجيال عديدة، وربما تعكس تأثرها بظروف مناخية مختلفة تصل الأعمدة لحوالي 5 أمتار قطرياً كما أن هناك أعمدة منتظمة على شكل أعمدة مخروطية، أما الأعمدة النازلة فهي شاهد على وجود تشققات في القواعد حيث ترتبط مع سقف الكهف، والغرف الفرعية الفسيحة في نظام هذا الكهف تظهر عدد من الصخور المتدلية والأعمدة النازلة.

كهف الهوتة أو كما يسميه البعض كهف الفلاح هو عبارة عن منطقة ترسيب عظيمة، جلاميدها الصخرية التي تغطي القنوات هي أكثر صفة وشداً للانتباه عند المدخل وهذا الدليل عند كل قاعات الدخول لنظام الكهف، وبعض هذه الجلاميد عملاقة وتصل حوالي 10م، وبعض الترسبات متنقلة من وادي الهوتة نزولا لقناة الكهف، وهناك بعض الحطام الذي استقر عند مقدمة البحيرة مكوناً تلة صغيرة مدللة على ذوبانها بعد فيضان عظيم.

أما بحيرة الكهف بحيرة لها أمتداد كبير ويقال أن امتدادها يصل إلى وادي تنوف بولاية نزوى وبحيرة الكهف يوجد فيها الماء على مدار العام ولا تتعرض للمحل وتعيش في البحيرة أسماكٌ عمياءٌ وشأنها في ذلك شأن معظم الأسماك التي تعيش في الكهوف، فبعضها تظهر بدون أعين ولكنها تملك شعيرات طويلة لتلتمس الطعام، وبعضها يملك عيون صغيرة جداً، وأسماك الكهف كغيرها من الأنواع التي تقطن الكهوف تكون شاحبة وأجسادها تفتقد للألوان وذلك كنتيجة لعيشها في بيئة مظلمة أو بها إضاءة خفيفة . لكنها تملك نشاطا قويا في الحواس الأخرى وفي بعض الحالات أعضاء إضافية مدركة للمس تتوزع على الجلد.



الكهف بعد مشروع التطوير

لم يصبح الكهف كما نعرف عن الكهوف في العصور الغابرة، وإنما تشاهد تلك الجسور والممرات الحديدية والاسمنتية، والممر ممتد من بداية الكهف ويمشي فيه الزائر متنقلأ من قاعة إلى قاعة حتى يصل إلى منبع الماء وهو يمشي في هذا الممر سالكاً طريقه بسلام وبأمان متجنباً الغبار والأوساخ الموجودة على الصخور، ومن ثم يتقدم إلى الأمام متبعا طريق الممر دون الرجوع إلى نفس الطريق حتى يصل إلى نقطة النهاية، وقد تم إنارة الكهف إنارة كاملة بحيث يشعر الزائر أنه بداخل متحف طبيعي لأشكال الصخور المتدلية، والجبس المتكون عبر مئات السنين نتيجة قطرات الماء الهابطة من أعلى، والتي أثرت في تركيبة أرضية الكهف فتكونت الأحواض المائية المنتشرة في الكهف، كما يوجد جداول ماء صخرية نحتتها المياه خلال فترة زمنية تقدر بالآف السنين التي تدل على قدرة الخالق .

ويتكون الكهف من مبنى الاستقبال والذي يحتوي على مكاتب إدارية ومتحف مصغر يحتوي على أنواع الصخور والمعادن الموجودة في الكهف، كما يحتوي المبنى على قاعة عرض للأفلام الوثائقية وقاعة الإنتظار وانطلاق القطار، ويقوم الزائر بركوب قطار من ثلاث مقطورات بطول إجمالي للمقطورات 22م، وتتسع المقطورات إلى 40 زائر، حيث تنقلهم إى مسافة 675 متر إلى الكهف يمرون خلالها بنفق داخل الجبل بمسافة 153متراً، ويقوم المرشد السياحي للكهف بشرح الأجزاء والمناظر المختلفة للكهف بمسار دائري وبمسافة 850 مترا مشياً على الأقدام ، وتستغرق هذه الزيارة مدة الساعة تقريباً.