العمانية/ أصبحت دار الأوبرا السُّلطانية مسقط وهي تحتفي بالذكرى العاشرة لإنشائها وجهة ثقافية وفنية رائدة في سلطنة عُمان، وقد استضافت منذ افتتاح أبوابها في العام 2011 قائمة من عروض الأداء المتنوعة بما فيها عروض أوبرالية وحفلات موسيقى عربية وعروض عائلية وغيرها سواء من السلطنة أو خارجها.
وتنظّم دار الأوبرا السُّلطانية مسقط عروضًا من إنتاجها بالشراكة مع أبرز المواهب العالمية الرائدة، كما أنها استضافت عددًا من أبرز الفنانين العالميين، وتعمل على تعزيز الحركة الثقافية في المستويين الإقليمي والدولي من خلال برنامجها الذي يؤكد على بث روح التقارب بين الشعوب وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي ضمن العديد من التخصصات.
وتقوم دار الأوبرا السُّلطانية مسقط بدور بارز في الرقي بالذوق الإنساني وتعزيز التواصل بين الشعوب من خلال تقديم تراث ثقافي إنساني مشترك، وتعد الدار مؤسسة رائدة في مجال الفنون والثقافة في سلطنة عُمان، وتكمن رؤيتها في أن تكون مركزًا للتواصل الحضاري والثقافي مع مختلف دول العالم، بهدف إثراء الحياة ببرامج فنية وثقافية وتعليمية خدمة لمبادئ السلام والتعاون والمحبة والإخاء.
وتسعى الدار إلى أن تكون منصة مضيئة تُسهم في التقاء المواطن العُماني مع الثقافات العريقة للآخرين ومركزًا ثقافيًا لتثقيف وإمتاع كافة أفراد الأسرة، فهي تُسهم في تعريف الآخرين بموروث سلطنة عُمان الفني والثقافي والمعماري، واشتمل برنامج عروض الدار -منذ افتتاحها- على تشكيلة منتقاة بعناية من العروض المتنوعة تتسم بالتوازن والرقي، فكانت هناك عروض عُمانية وعربية وإسلامية وعالمية فضلًا عن عروض للأطفال والعائلات، وقد تمكنت منذ أول موسمين من إنتاج عرضين بمعايير عالمية وتم تصميمهما خصيصًا لها؛ هما أوبرا كارمن لبيزيه وأوبرا توراندوت لبوتشيني.
ويعد إنشاء الدار خطوة في تطور التصاميم المعمارية العُمانية، باستثمار العمارة التقليدية العربية الإسلامية مع عناصر من عمارة الحصون والقلاع العُمانية، كما تعد التجهيزات الفنية المرتبطة بالصوت والإضاءة ومنصة العروض في الدار نقلة نوعية في المجال التقني من حيث الحلول المبدعة التي تم اعتمادها لتحقيق التناغم بين طابع المعمار التقليدي والمتطلبات التقنية الحديثة.
وتحتوي الدار على أحدث مواصفات الصوت والصورة، ومنصتها الرئيسية مجهزة لاستقبال أنواع متعددة من العروض تتراوح بين العروض الفردية والمجموعات الصغيرة إلى العروض التي يمكن أن تضم مئات العازفين والمنشدين في العرض الواحد، كما أن مسرح الدار مهيأ ليتناسب مع جميع هذه الحالات عبر قدرته على التشكّل والتكيف مع نوعية العرض المقدم.
وإضافة إلى دور دار الأوبرا السُّلطانية مسقط كمركز إشعاع ثقافي يُسهم في التعريف بثقافة سلطنة عُمان وفنونها التقليدية العريقة، تقوم كذلك بدور في تنشيط السياحة الثقافية وتعزز قدرات المؤسسات المحلية الخدمية المرتبطة بقطاع السياحة، ونجحت منذ افتتاحها في استضافة المئات من العروض العالمية (بمشاركة دول من جميع قارات العالم)، وحضرت عروضها عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والسياح الذين جاء بعضهم خصيصًا لمشاهدة أحد عروض الدار.
وقد اهتمت الدار بالمرأة العُمانية وخصصت لها يومًا للاحتفاء بها، كما تحتفي الدار سنويًا بالعيد الوطني عبر تقديم عرض عسكري لكافة الفرق العسكرية المحلية والعالمية، بالإضافة إلى تقديم عروض مجانية لطلاب المدارس يحضر كل واحد منها مئات من الأطفال، وقد أسهمت في تعريف الجمهور المحلي بألوان من الموسيقى وبآلات موسيقية مختلفة، وتحتضن الدار بشكل متكرر فعالية (البيت المفتوح)، وهي عبارة عن يوم للعائلات تتعرف فيه على الدار ويستمتعون خلاله بعروض متنوعة، ويتعرف الأطفال على الآلات الموسيقية ويجربون استعمالها بأنفسهم كجزء من رسالة الدار في استقطاب النشء وتقريبهم إلى الفنون.
ويأتي افتتاح "دار الفنون الموسيقيّة" استكمالًا لإنشاء دار الأوبرا السُّلطانية مسقط لتكون بمثابة ملتقى للفنون الثقافية والموسيقية من أجل التكامل مع ما تقوم به الأوبرا السلطانية بالتركيز على العروض الموسيقية المتنوعة، وما تقوم به "دار الفنون الموسيقية" من جوانب تثقيفية أخرى من خلال المعرض الفني الثقافي الدائم بالدار والمعارض الزائرة، إضافة إلى المحاضرات التي تلقي الضوء على تطور الفنون وارتباطها بما شهده العالم في كل مرحلة من تاريخه.