في إطار التطوير المتواصل للإعلام العُماني على صعيد الأداء وعلى الصعيد المؤسسي، جاء إنشاء الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم ( 108 /2010 ) الصادر في 19 أكتوبر2010م والمعدل بموجب المرسوم السلطاني رقم (100 /2011) الصادر في 22 أكتوبر 2011م، والذي أصبحت الهيئة بموجبه تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويكون لها أهلية إدارة أموالها والتصرف فيها، وتتبع مجلس الوزراء، وفي 18 / 8 / 2020 صدر المرسوم السلطاني رقم( 2020/95 ) بتحديد اختصاصات وزارة الإعلام واعتماد هيكلها التنظيمي، وألغى المرسوم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وعليه نقل الموظفون إلى وزارة الإعلام وآلت إليها كافة المخصصات والأصول والحقوق والالتزامات والموجودات الخاصة بالهيئة.
وتعمل المديرية العامة للتلفزيون على تطوير المنتج الإعلامي من حيث المضمون والمحتوى والإخراج، بما يتواكب مع متطلبات المرحلة التي تشهد تطورًا متسارعا في شتى المجالات، كما عمل على ترجمة رؤية ورسالة الوزارة من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية والإخبارية والمنتجات الدرامية بما يحقق الأهداف العامة للوزارة، حيث هدفت تلك البرامج إلى تعزيز روح المواطنة لدى المجتمع وترسيخ القيم النبيلة لديهم، وغرس قيم ومفاهيم المشاركة المجتمعية، وترسيخ قيم الإنتاج، وإبراز الإنجازات العُمانية التي تحققت على مستوى المؤسسات والأفراد داخل السلطنة وخارجها.
وسعت الإذاعة والتلفزيون إلى مواكبة التطورات في مجالات البث الإذاعي والتلفزيوني والمجالات التقنية المرتبطة بهما بما يخدم تقديم رسالتها وفق أحدث الوسائل في هذا الشأن، وعملت على تأهيل كوادرها الإعلامية والفنية والإدارية لإكسابها المعارف والمهارات العملية في المجالات المرتبطة بالعمل الإذاعي والتلفزيوني.
وقد شهد الإعلام المسموع والمرئي في السلطنة خلال عامي 2015م و 2016م مرحلة تاريخية جديدة محققة حزمة من الإنجازات، تمثلت في تدشين الهوية الجديدة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتغيير شعارات القنوات التلفزيونية وشعار الإذاعة، وافتتاح مبنى الاستوديوهات الرقمية، وتدشين مركز الأخبار.
وتميزت تلك الإنجازات بإضافة نوعية للإعلام المسموع والمرئي الذي شهد نقلات متطورة من حيث جودة المضمون، وتحسينات في المواد والبرامج السمعية والبصرية، وكذلك تطوير الأنظمة والأجهزة المستخدمة لمواكبة أحدث التقنيات العالمية في مجال الإنتاج والبث الإذاعي والتلفزيوني.
يُعد القطاع السمعي المظلة التي تعمل تحتها قنوات إذاعة سلطنة عُمان، حيث يشتغل القطاع على محتوى الإذاعات في الدورات البرامجية إعدادًا وتقديمًا وإنتاجًا، كما يسعى لاستشراف الاحتياجات البرامجية المستقبلية التي تواكب التغيرات والتطورات الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية للمجتمع بحيث يتهادى إلى أسماع الجمهور جملة من البرامج الإذاعية الهادفة التي تلائم اهتماماتهم المتباينة في كل المجالات حسب فئاتهم العمرية.
وتتيح البرامج الإذاعية إمكانية التواصل والتفاعل المباشر وغير المباشر مع الجمهور من خلال العديد من نوافذ الاتصال سواء عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك أو التويتر أوالانستجرام.
وتنطلق من أرضية القطاع خمس إذاعات متنوعة هي (العامة، والإنجليزية، والشباب، والقرآن الكريم، والموسيقى الكلاسيكية)، وتهدف هذه الإذاعات لإيصال رسالتها الإعلامية الوطنية كلٌ في مجاله. وتسعى الإذاعة العامة لملامسة مختلف احتياجات الفئات العمرية للمجتمع العُماني من خلال مجموعة متنوعة ومتكاملة من البرامج والفترات الإخبارية، التي تناقش مختلف المواضيع الاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية والدينية التي تهم المواطن العُماني وتزيد من فرص مشاركته في مجالات التنمية الوطنية، وتفاعله مع ما يشهده المجتمع من تطورات، بالإضافة إلى البرامج الجماهيرية المباشرة التي تحظى باهتمام كبير من جانب المواطن العُماني.
ويشتمل بث الإذاعة العامة الذي يمتد على مدار الساعة على العديد من البرامج المستمرة الثابتة والبرامج المستحدثة. فيما تخاطب إذاعة الشباب فئة الشباب ببرامج متنوعة تلامس قضاياهم واهتماماتهم وميولهم الثقافية والاقتصادية والفنية والرياضية، وتسعى إلى تفعيل دور الشباب في برامجهم، سواء من خلال مضامين تلك البرامج أو من خلال الكوادر الإعلامية القائمة على تلك البرامج، حيث تعمل الكوادر الإعلامية العُمانية الشابة على إنتاج البرامج المقدمة بإذاعة الشباب، بالإضافة إلى إتاحة فرصة تفاعل الجمهور مع محتوى البرامج من خلال الحضور الشخصي للاستوديو أو من خلال التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتبث إذاعة الشباب على مدار الساعة.
وتحظى إذاعة القرآن الكريم بمتابعة واسعة من قبل المستمعين، حيث تبث الإذاعة برامج مباشرة ومسجلة تختص بالقرآن الكريم وعلومه، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من البرامج التي تناقش القضايا الدينية والاجتماعية، وتبث الإذاعة على مدار الساعة عددًا من البرامج الدينية المختارة بالإضافة إلى تلاوات قرآنية متنوعة لقراء متعددين من مختلف البلدان الإسلامية.
وتهدف الإذاعة الإنجليزية إلى التواصل والتفاعل والحوار بين المجتمع العُماني وبين الجاليات غير العربية الناطقة باللغة الإنجليزية المقيمة أو الزائرة للسلطنة وتبث الإذاعة الإنجليزية على مدار الساعة.
وتبث إذاعة الموسيقى الكلاسيكية (19) ساعة يوميًا، بدءًا من الساعة السادسة صباحًا وتستمر حتى الواحدة من صباح اليوم التالي، وتسعى إلى تقديم أهم ما أنتجه الفكر الموسيقي في العالم من الموسيقى الكلاسيكية، وما أبدعه عباقرة الموسيقيين في العالم في هذا المجال، مصحوبًا بمقدمة وخاتمة تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية للمقطوعات الموسيقية والمواد التي يتم بثها عبر الإذاعة.
يُشرف القطاع المرئي على قنوات تلفزيون سلطنة عُمان : (القناة العامة) و(القناة الرياضية) و(القناة الثقافية) وقناة (عمان مباشر)، ويقوم القطاع برسم خطط الدورات البرامجية للقنوات التلفزيونية وبث التغطيات والفعاليات وتوفير الكوادر التشغيلية والتجهيزات الفنية للبرامج المباشرة وغير المباشرة.
ويقدم القطاع المرئي برامج متنوعة عبر قنواته التلفزيونية المتخصصة تبرز ما يحققه المجتمع العُماني من تطور ملموس ومتواصل في مختلف مجالات التنمية، والتعريف بالمجتمع والشعب العُماني في ماضيه العريق وحاضره الزاهر ومستقبله المشرق، والعمل على ترسيخ قيم المواطنة ونهج الاعتدال والتسامح والحوار مع الآخر. ولما كان التنوع والشمولية السمة الأبرز لباقة البرامج التي يقدمها تلفزيون سلطنة عُمان عبر قنواته المختلفة، فقد أسهم هذا التكامل بشكل إيجابي نحو إرضاء ذائقة المشاهد، وجعله أكثر قربًا من شاشته المحلية.
وتقدم القناة العامة على مدار الساعة باقة من المواد والبرامج التلفزيونية المختلفة تتنـوع بيـن (الإخبارية والتنموية والثقافية والرياضة والشباب والأطفال والترفيهية والمنوعات) خلال الدورات البرامجية المختلفة، وتقدم تلك المواد والبرامج للمشاهد الكريم بطاقات شبابية عُمانية متخصصة في المجال التلفزيوني على مستويات متنوعة في شتى الفروع والمجالات إضافة إلى المجالات الفنية التي تخرج الصورة التي يتابعها المشاهد، وتحاول القناة من خلال برامجها المتعددة أن تكون أكثر قربا من المشاهد حيث تطرح القضايا المجتمعية والإنسانية ومواكبة الأحداث اليومية أولًا بأول في السلطنة، وتبث القناة نشرات الأخبار والإعلانات الحكومية والفعاليات اليومية المتنوعة وبرامج الأطفال، وبرامج عن الطبيعة في سلطنة عُمان وأفلام وثائقية متنوعة والمسلسلات والأفلام العُمانية والخليجية والعربية والعالمية.
وتعتبر القناة الرياضية أول قناة متخصصة في تلفزيون سلطنة عُمان تبث برامجها على مدار الساعة، وتُعنى بمتابعة ونقل الأحداث الرياضية المحلية والإقليمية والدولية، وتقديم البرامج المختلفة في مجال الرياضة، وذلك انطلاقًا من رسالتها الهادفة إلى الارتقاء بالوعي الرياضي في السلطنة والتفاعل مع قطاع الشباب رياضيًا، والتعبير عن اهتماماتهم الشبابية والرياضية، والمساهمة إعلاميًا في تنمية وتطوير الرياضة العُمانية محليًا وإقليميًا وعالميًا، وتوثيق التاريخ الرياضي العُماني ومنجزاته، وتسليط الضوء على الرياضات التراثية للمجتمع العُماني، ودعم خطط وبرامج تطويـر الرياضة العُمانية والارتقـاء بمستواها.
وتترجم قناة عُمان الرياضية رسالتها ورؤيتها عبر مجموعة من البرامج الرياضية ومن بينها البرامج الحوارية، إضافة إلى متابعة ونقل الأحداث الرياضية المحلية والخارجية شاملة كافة الرياضات بأسلوب إعلامي متطور. كما تقدم القناة الرياضية النشرات الرياضية التي ترصد التفاعل الرياضي والأنشطة الرياضيـة في مختلف المحافظات، وتذكي روح المنافسة بين الفرق والأندية الرياضية، وتأصيل الأسلوب الصحيح في التحاور وطرح الآراء في مختلف القضايا الرياضية.
وفي 1 / 1 / 2016م انطلق بث قناة عُمان الثقافية وعلى مدار (24) ساعة، ليترجم رؤية القناة للمشاهدين بالتعريف بالهوية الثقافية والتاريخية والتراثية والموسيقية للسلطنة والمحافظة على الإرث الحضاري العُماني من خلال منتج تلفازي عالي الجودة، يقدم الكنوز الثقافية العُمانية المتمثلة في التراث الأدبي والعلمي والفني للعلماء العُمانيين، ويرسخ بناء الهوية التاريخية لعُمان وإرثها الحضاري، بالإضافة إلى ربط الهوية التاريخية العُمانية بالجغرافيا التي امتدت عليها طوال تاريخها، والاهتمام بإعادة إنتاج مواد وبرامج للتاريخ العُماني وأحداثه وإبرازها إعلاميا، فضلًا عن تسليط الضوء على كافة أوجه الثقافة وتطورها في السلطنة والوطن العربي ودول العالم.
وقد تم ترجمة كل هذا عبر باقة من المواد والبرامج المنتقاة التي قدمتها القناة الثقافية العُمانية، والتي شارك في إعدادها وتقديمها كوادر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بالإضافة إلى العديد من العاملين والفاعلين في الساحة الثقافية المحلية، بالإضافة إلى مواكبة القناة لعدد من الفعاليات الثقافية المقامة في السلطنة بإنتاج برامج مصاحبة لهذه الفعاليات.
تكمن أهمية قطاع الأخبار في كونه الراصد الرئيسي للفعاليات والأنشطة المحلية إذاعيًا وتلفزيونيًا، سواءً أكانت رسمية أو غير رسمية، كبث المراسيم السلطانية، والأخبار المتعلقة باللقاءات الرسمية الحكومية مع وفود الدول الأخرى، وبث الأخبار العاجلة، وتسليط الضوء على أهم القرارات والتشريعات الجديدة التي تصدرها الجهات الحكومية التي تعنى بالمواضيع المتعلقة بالمواطن والمجتمع.
ويقوم القطاع بإجراء التغطية الخبرية لافتتاح المنشآت الحكومية واستحداث الخدمات الجديدة، وتغطية المناشط المتنوعة التي تقيمها الجهات الحكومية أو تلك التي تبادر بها مؤسسات المجتمع المدني، كما أنه يجعل المشاهد على اطلاع متواصل بقضايا المجتمع الدولي والأحداث الإقليمية والعالمية، ويضع المتابع للأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وغيرها في الصورة بكل مهنية وحيادية.
ويشرف القطاع على (حيز عُمان مباشر) الذي يُعنى بنقل الفعاليات اليومية المباشرة من مؤتمرات وندوات ومهرجانات محلية وبعض حلقات العمل المصاحبة لبعض المعارض كمعرض مسقط الدولي للكتاب، وإبراز الأنشطة في المحافظات والتقارير المتعلقة بولايات السلطنة، ويهتم القطاع في تقاريره بتغطية ما حققته النهضة المباركة على أرض الواقع من منجزات متواكبة مع الحاضر.
واستحدث قطاع الأخبار في عام 2016م خمسة مواجيز إخبارية تبث في الساعة العاشرة صباحًا، والساعة الواحدة ظهرًا، والساعة الرابعة عصرًا، والساعة التاسعة ليلًا، والساعة الثانية عشرة ليلًا.
يعد قطاع الإعلام الإلكتروني حلقة الاتصال بين الإذاعة والتلفزيون والجمهور عبر الانترنت من خلال حزم من الخدمات التي يقدمها القطاع في وسائل التواصل الإجتماعي الإلكتروني والتي يجاوز عددها الأربعين حسابًا والمواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف ، ويسعى القطاع إلى ترقية الخدمات التي يقدمها للجمهور عبر تنويع الوسائل المستخدمة بالإضافة إلى تقديم محتوى إعلامي إلكتروني يتناسب مع مختلف فئات المجتمع ومواكبة التقدم التقني في مجال الإعلام والاتصال التقني.