أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد قطاع التعليم اهتمامًا بالغًا، إذ أكد جلالته – أعزه الله – في خطابه السامي في 23/2/2020م بأن يكون التعليم في سلّم الأولويات الوطنية باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن الأبناء من الإسهام في بناء عُمان الحاضر والمستقبل، والوفاء بمتطلبات المرحلة القادمة، وقد تجلى ذلك الاهتمام السامي من خلال التوجيهات والأوامر الكريمة التي أسداها جلالة السلطان المعظم وخص بها قطاع التعليم للدفع بمسيرته قدمًا إلى الأمام وفق أعلى المعايير اتساقًا مع رؤية «عُمان 2040»، إذ تفضل جلالته وأمر باستكمال إجراءات إنشاء (76) مبنى مدرسيًا كمشاريع تنموية مضافة إلى مشاريع الخطة الخمسية العاشرة (2021-2025) في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
كما تفضل جلالة السلطان المعظم وأصدر أوامره السامية بترميم وصيانة (105) مبان مدرسية بكلفة مالية قدرها (7,073,500) سبعة ملايين وثلاثة وسبعون ألفا وخمسمائة ريال عُماني في جميع المديريات العامة للتربية والتعليم بالمحافظات.
وفي إطار اهتمام جلالته بجودة التعليم وربطه بسوق العمل، تفضل – حفظه الله ورعاه – وأسدى توجيهاته السامية بالمضي قدما في تطبيق مسارات التعليم التقني والمهني في التعليم ما بعد الأساسي للصفين الحادي عشر والثاني عشر، ووجه بقيام وزارة التربية والتعليم بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية، ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيق ذلك بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية المطلوبة في الوظائف والمهن المختلفة.
ومن منطلق حرص جلالة السلطان المعظم لتعزيز قدرات أبنائه الطلبة في مجال تقنية المعلومات والتواصل الرقمي لمواكبة أساليب وسائل التعليم الحديثة فقد أسدى توجيهاته السامية بتوفير عدد (60) ألف جهاز حاسوب لوحي لطلبة المدارس من فئة الضمان الاجتماعي خلال العام الدراسي 2020/2021م، واتساقًا مع خطة تنفيذ رؤية «عُمان 2040» المتعلقة بقطاع التعليم وتطويره فقد وجه جلالته – حفظه الله ورعاه – بوضع سياسة واضحة لتشجيع الاستثمار في قطاع التعليم بسلطنة عُمان وتشخيص التحديات التي تواجه تحقيق ذلك، ووضع الخطط والبرامج اللازمة للتغلب عليها.
ويعد الاهتمام السامي بتوفير التغذية اليومية والمستلزمات المدرسية للطلبة من فئتي الضمان الاجتماعي والدخل المحدود لفتة كريمة من لدن جلالته لأبنائه الطلاب والطالبات ويؤكد حرص جلالته واهتمامه ومتابعته المستمرة للمنظومة التعليمية بكافة جوانبها.
هذه التوجيهات والأوامر السامية، تأتي بالتوازي مع قيام وزارة التربية والتعليم بتنفيذ البرامج والمشاريع المعتمدة لها في الخطة الخمسية العاشرة 2021/2025 موزعة على أربعة محاور أساسية وهي: محور «جودة التعليم ورفع كفاءة الأداء»، ومحور «حوكمة وتطوير هيكل النظام التعليمي» ومحور «البنية الأساسية وحماية الأصول المادية»، ومحور «اقتصاديات التعليم والاستدامة المالية».
وتتضمن الخطة الخمسية العاشرة أبرز مشاريع البنية الأساسية التي أقرت ومنها تشييد عدد (251) مبنى مدرسيًا متكاملًا، وتوسعة (300) مبنى مدرسي قائم، واستكمال مرافقها، وترميم وصيانة ما يقارب (650) مبنى مدرسيًا، وإعادة تأهيل (200) مختبر للعلوم.
ومما تجدر الإشارة إليه أن وزارة التربية والتعليم قامت ببناء إطار وطني لتجويد التعليم المدرسي (2016-2040) ليكون بمثابة خارطة طريق لتطوير التعليم المدرسي في سلطنة عُمان وتجويده، ووضع رؤية «عُمان 2040» موضع التنفيذ.
وفيما يتعلق بالمؤشرات التربوية لتقرير التنافسية العالمي، وحسب المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019م، فقد تبوّأت سلطنة عُمان المرتبة السادسة عربيًا و(53) عالميًا، من أصل (141) دولة شاركت في التقرير، كما حصلت على الترتيب (38) في مؤشر الركيزة السادسة للتقرير والذي يتضمن (5) خمسة مؤشرات للتعليم تتمثل في: متوسط سنوات الدراسة، وسنوات الدراسة المرتقبة، والتفكير النقدي في التدريس، ونسبة التلاميذ إلى المدرسين في التعليم الابتدائي (التعليم الأساسي)، ومهارات الخريجين.
كما أوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (ESCWA) الصادر في العام 2021م إلى تقدم النظام التعليمي في سلطنة عُمان في العديد من المؤشرات مثل: مؤشر جودة التعليم، ومؤشر درجات الاختبارات التي تم تكييفها، وتبوّأت بذلك المرتبة الرابعة عربيًا وخليجيًا، والمرتبة (76) عالميًا من بين (164) دولة.
وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس الحكومية في العام الدراسي (2022/2023) بزيادة مقدارها (35810) طالبًا وطالبة عن العام الدراسي (2021/2022م)، إذ بلغ عددهم (742875) طالبًا وطالبةً، ينتظمون للدراسة في (1241) مدرسة، فيما بلغ عدد المعلمين في العام الدراسي (2022/ 2023م) (58347) معلمًا ومعلمة، وبلغ عدد الإداريين والفنيين بالمدارس (10612) إداريًا وفنيًا، وبلغ إجمالي من تم تعيينهم تعيينا دائمًا أو بعقود (3207) خريجًا وخريجة منهم (526) معلمًا، و(2681) معلمة، ووصلت نسبة التعمين في بعض التخصصات 100%.
وانطلاقًا من رؤية «عُمان 2040» التي كانت ضمن أولوياتها مناهج تعليمية معززة للقيم، ومراعية لمبادئ الدين الإسلامي، والهوية العُمانية، ومستلهمة من تاريخ عُمان وتراثه، ومواكبة لمتطلبات التنمية المستدامة، ومهارات المستقبل، وتدعم تنوعًا في المسارات التعليمية فقد أدرجت وزارة التربية والتعليم ضمن خطتها الخمسية العاشرة هدف تطوير المناهج وتحديث الخطة الدراسية لتتناسب مع الاتجاهات العالمية وتطوير قدرات ومهارات الطالب ليصبح مؤهلا للتنافس إقليميًا وعالميًا وذلك من خلال عدد من البرامج والمشاريع ومن أهمها استكمال السلاسل العالمية في مادتي العلوم والرياضيات وتطبيق السلاسل العالمية في مادتي اللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات واستكمال تكييف مناهج التربية الخاصة.
وفي شأن تجويد خدمات التعليم لفئات التربية الخاصة، جرى تفعيل التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية في تعليم طلبة التربية الخاصة بمدارس وبرامج التربية الخاصة، وبلغ عدد طلبة ذوي الإعاقة بمدارس التربية الخاصة للعام الدراسي (2022/2023م) (544) طالبًا وطالبة، بواقع (153) طالبًا وطالبة بمدرسة التربية الفكرية و(169) طالبًا وطالبة بمدرسة الأمل للصم، و(222) طالبًا وطالبة بمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين.
وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامجي الدمج السمعي والعقلي (1744) طالبًا وطالبة، بواقع (486) طالبًا وطالبة ببرنامج الدمج السمعي، و(1258) طالبًا وطالبة ببرنامج الدمج العقلي، وبلغ عدد الطلبة الملتحقين ببرنامج صعوبات التعلم (9990) طالبًا وطالبة، و(412) طالبًا وطالبة ممن التحقوا ببرنامج النطق والتخاطب بمدارس وبرامج التربية الخاصة.
وشهد التعليم المدرسي الخاص في سلطنة عُمان تطورًا ملحوظًا وتوسعا كميًا ونوعيًا خلال العقدين الماضيين، إذ تشير الإحصاءات التعليمية إلى زيادة أعداد المدارس الخاصة في العام الدراسي 2022/2023م بمقدار(268) مدرسة عن العام الدراسي المنصرم، بنسبة نمو (38%)، وقد صاحبت هذه الزيادة ارتفاعًا في أعداد الطلبة، فقد بلغ عدد الطلبة في هذه المدارس (122942) طالبًا وطالبة، وارتفع عدد الهيئات الإدارية والتدريسية في العام الدراسي (2022/ 2023م) ليصل عدد الهيئة الإدارية (2885) إداريًا وإدارية، وعدد الهيئة التدريسية (12543) معلمًا ومعلمة.
ومن منطلق أن العقل السليم في الجسم السليم، يبرز الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية كمظلة مهمة لتنفيذ الأنشطة الرياضية جنبًا إلى جنب مع ما يقوم به مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي ممثلا في دائرة الأنشطة التربوية من جهود لتفعيل النشاط الرياضي داخل المدارس، وفي هذا الإطار تم خلال العام 2022م تدشين استراتيجية الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية (2022-2027) وذلك بما يتوافق مع توجهاته المستقبلية، مستفيدا مما تحقق خلال خمس سنوات من العمل، ومستشرفا المستقبل وفق أسس منهجية قوامها الإدراك الدقيق للواقع ومؤثراته، ومسترشدا بأفضل الممارسات في هذا الجانب.